1887

Abstract

تعتبر الانحرافات السلوكية لدى المراهقين من أهم وأخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية بشكل عام، والمجتمع القطري باعتباره واحدا منها ليس بمنأى عنها. وتنتج هذه المشكلات عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة التي تمر بها هذه المجتمعات. وقد تفاقمت في الآونة الأخيرة نتيجة ضعف الرقابة الأسرية، وانشغال الآباء والأمهات بأمور الحياة، وزيادة تعامل الجيل الصاعد مع لوسائط التكنولوجية الحديثة. ومن أمثلة تلك السلوكيات؛ التهريج داخل الفصل وعدم احترام المدرسين، تخريب ممتلكات المدرسة، مخالفة الأنظمة والقوانين المدرسية، التلفظ بالألفاظ البذيئة، الاعتداء على زملاء الدراسة وممتلكاتهم، التدخين، التأخر والغياب، إلخ. الأمر الذي دفع الباحثين إلى دراسة أسباب تلك المشكلات، بهدف التوصل للحلول التي تسهم في تقويم السلوك المنحرف وتقديم طرق الوقاية والعلاج. وهدفت الدراسة التي أجريت إلى الكشف عن أنواع السلوكيات المنحرفة المنتشرة بين طلاب المدارس في المجتمع القطري. ومدى وجود علاقة بين السلوكيات المنحرفة والتفكك الأسري في أسر الأطفال والمراهقين. كما هدفت إلى تقديم مقترحات لإعداد برامج تثقيفية تهدف لوقاية الأسرة من مخاطر التفكك الأسري، وكذلك برامج تأهيلية بهدف تعديل سلوك المراهقين المستهدفين. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي المعتمد على المسح بالعينة. بالنظر إلى تعدد المشكلات السلوكية لدى المراهقين وتنوعها، اعتمد فريق البحث على المزاوجة بين المقاربتين الكمية والكيفية. يتكون مجتمع البحث من طلبة المدارس المستقلة (الذكور والإناث) في المرحلتين الإعدادية والثانوية. كانت العينة طبقية عشوائية، اختيرت بطريقة مرحلية وبلغ حجمها 1500 من طلبة المدارس من الجنسين، من مجتمع البحث البالغ حجمه في تلك الفترة 45151 طالبا وطالبة. أما الجانب الكيفي فاعتمد على المقابلات الفردية مع مجموعة من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس لاطلاعهم على أوضاع الطلبة وبيئتهم الأسرية. وشملت المقابلات 21 من الأخصائيين العاملين بالمدارس التي شملها البحث ( 11 من الذكور و 10 من الإناث). توصلت الدراسة بعد تحليل البيانات إلى العديد من النتائج وأهمها أن المشكلات السلوكية هي نتاج تضافر مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية. بالإضافة إلى عوامل أخرى متفاوتة في درجة تأثيرها، ومن أهم تلك العوامل، إهمال الأبناء نتيجة انشغال أحد الوالدين أو كليهما، تأثير رعاية الخدم على الأبناء، الاختلاف والتعارض في أساليب التربية من قبل الأولياء، وتميز أساليب التربية الوالدية بالقسوة والشدة أحيانا، والتساهل والتدليل أحيانا أخرى، إضافة إلى ضعف التماسك الأسري واضطراب العلاقات الزوجية وصولا لحالات الهجر والطلاق.

Loading

Article metrics loading...

/content/papers/10.5339/qfarc.2014.SSOP0947
2014-11-18
2024-12-24
Loading full text...

Full text loading...

/content/papers/10.5339/qfarc.2014.SSOP0947
Loading
This is a required field
Please enter a valid email address
Approval was a Success
Invalid data
An Error Occurred
Approval was partially successful, following selected items could not be processed due to error