-
oa أثر برنامج خبرة الابحاث للطلبة الجامعيين على تدريس التاريخ بجامعة قطر
- الناشر: Hamad bin Khalifa University Press (HBKU Press)
- المصدر: Qatar Foundation Annual Research Conference Proceedings, Qatar Foundation Annual Research Conference Proceedings Volume 2016 Issue 1, مارس ٢٠١٦, المجلد 2016, SSHAPP1420
ملخص
يهدف البحث الى تبيان أثر نواتج الابحاث الطلابية الممولة من مؤسسة قطر والتي يمكن تطويرها الى تطبيقات علمية لخدمة بقية طلاب الصف الدراسي وعلية فان هذا البحث يهدف الى عرض نموذج تطبيقي لأستاذ المادة والذى يمكن استخدامه في تدريس التاريخ بطريقة تدرب الطالب على التفكير الناقد والاتصال ومهارات التعلم التعاوني من خلال اشراك الطالب في تدريب لطرح تساؤلات بحثية في التاريخ مثل اين؟ وكيف؟ وماذا؟ ولماذا؟ ومن؟ من خلال المصادر الاولية والتي تساهم في تفسير المصدر. ولعل من بين المشاريع البحثية التي اشرفت عليها د. شيرين المنشاوي كباحث رئيسي هو مشروع بحثى بعنوان «قطر كملتقى طرق: طلاب يكتبون تاريخهم الشخصي ≫ UREP08-049-6-004والذى فاز بمنحة ممولة بدورته الثامنة. سعى هذا البحث الى زيادة قدرة الطلاب على التفكير النقدي و تنمية مهارات الكتابة لديهم وذلك عن طريق كتابة تاريخهم الشخصي و ربطة بتاريخ المنطقة وايضا ربطة بأحداث محلية او دولية. وقد تم تقديم نفس التجربة في الفصول الدراسية التي اقوم على تدريسها بقسم العلوم الانسانية بجامعة قطر وخاصة في المقررات المختصة بتعريف التاريخ وكيف يكتب التاريخ، في الفترة ما بين عام 2011 وحتى الان فنادرا ما طلب من طالب من قبل ان يكتب عن تاريخه هو او تاريخ ثقافته او هويته أو حضارته والاحداث التي شكلت تلك الثقافة أو تلك الهوية، ويقوم النشاط على ثلاث منهجيات. المنهج النظري: يقوم الطلبة بتجميع كل المصادر الاولية والدالة على تاريخهم مثل: (1) وثائق: شهادات الميلاد، شهادات المدارس، شهادات تقدير، شهادة زواج الوالدين، أسماء شجرة العائلة، مذكرات، خطابات، ختم على وثقيه السفر، اوراق حكومية، بطاقات سفر... الخ (2) صور: صور شخصية، رسم فنى، صور لحيوانات اليفة...الخ (3) أثار: سيارات قديمة، مباني قديمة مملوكة للعائلة ، ملابس قديمة، اثاث، نقود قديمة، مجوهرات قديمة، ماكينة خياطة قديمة...الخ. ويتبادل الطلاب المعلومات مع عائلتهم بالمنزل لكى يقموا بمساعدتهم بالمصادر التي تدل على حياتهم وحتى يمكن التوثيق لتاريخهم الشخصي. المنهج التطبيقي: أقدم كأستاذ للمادة ورشة عمل للطلاب عن أنواع المصادر الاولية ومدى قوتها او ضعفها وكيفية استخدامها في التاريخ. وكذلك انواع المصادر الثانوية وكيفية التحقق منها و كيفية التوثيق لها. وكيف يمكن الجمع بين المصادر المختلفة لتوثيق تاريخهم الشخصي. وعلية يقوم الطلاب بفحص المصادر الاولية مستخدمين عدد من الاسئلة البحثية مثل أين ومتى وكيف وبتحليل هذه المصادر يتم الكشف عن كثير من المعلومات المفيدة والتي تسجل تاريخهم. وفى محاولة لتوسيع دائرة البحث تعرض ادلة خاصة بالطلاب للبحث فاذا ادعى طالب انه فنان جيد فعلية ان يقدم الاسكتش الفني والجوائز التي حاز عليها واذا ادعى انة ادار حلقات للنقاش عديدة فعليه ان يقدم شهادات تثبت ذلك. ان الوثائق الخاصة بالطالب هي مصدرا غنيا للاستفسار فعلى سبيل المثال فان طالب ولد في الخليج قد يحمل وثائق سفر من الكويت ، وشهادة ميلاد من قطر وهوية الأسرة المصرية. وفى هذا السياق يختبر الطالب الوثائق مع الرواية الشفهية من خلال الاسرة للوصول الى التفاصيل. ان رحلة شتوية لطالب قطري مثلا مع جدة في مخيم للعائلة في الصحراء يمكن أن يسفر عن قصص متقاربة او مختلفة عن سابقتها في المشهد المتغير والسريع في دولة قطر والتي قد تفسر المسارات الاجتماعية إلى للحياة الحالية بدولة قطر. المنهج المقارن: وفى هذه المرحلة يقوم الطلاب بمقارنة خبراتهم التي اكتسبوها وهذه المرحلة تتيح للطلاب العمل سويا لكى يتبادلون الافكار حول المصادر ولكى يعمقوا تحليلاتهم الأولية والمبنية على حجج سليمة (مصادر) و الحجج المضادة ايضا. وفيما يلى نتائج موجزة للتجربة الصفية: -يعتقد كثير من الطلبة أن مادة التاريخ هي عبارة عن تجميع بعض الأسماء والتواريخ، التي يجب تذكرها وكتابتها في الامتحان، لكنهم لم يدركوا أنه، من خلال قراءة المصدر وتفسيره، يمكن التفكير بأنفسهم في الحقائق التاريخية المختلفة، ويكون الأمر ممتعًا عند طرح عدد من الأسئلة البحثية ومحاولة الإجابة عنها باستخدام أدلة تدعمها. لذلك اظهر هذا النشاط و المنقول عن المشروع البحثي الممول من مؤسسة قطر أن التاريخ أصبح أكثر إثارة عندما يتم دراسته وكتابته من مجموعة من المصادر الأولية ومقارنتها ببعضها البعض للوصول الى الحقيقة حتى اذا كان هذا التاريخ هو كتابة تاريخهم الشخصي. -من أهم المخرجات التعليمية لهذا النشاط هو تغيير طريقة تفكير الطلبة في كتابة التاريخ و من خلال التعمق في فهم المصادر والتحقق منها. -لاحظت كأستاذ للمقررات التي تم تطبيق هذا النشاط فيها تفاعل الطلاب مع عائلاتهم لكتابة تاريخهم الشخصي ومن ثم ادماج العائلات في تعليم ابنائهم وإعطائهم فرصة كتابة تاريخهم من ابعاد اجتماعية تاريخية واقتصادية و جغرافية حيث اثبت هذا النشاط ان اشراك الاهل مع الطلبة في عملية التعلم هي نقطة هامة حيث لا يجب ان يتوقف دعم الاهل للطلبة بمرحلة الثانوي بل لابد و ان يتعدى للمرحلة الجامعية بشكل المشاركة. -سعى هذا النشاط الى فتح دوائر أوسع للطلاب لكتابة تاريخهم الشخصي لاكتشاف أثر الحركات السياسية والتاريخية ، والاجتماعية ، والحروب و الهجرات التي أثرت في حياتهم هو وسيلة لهم لفهم التاريخ وبشكل اعمق وهو ما اتاح لهم الاطلاع على قواعد بيانات وموارد المكتبة الأرشيفية والخرائط، وغيرها من المصادر الأولية ذات الصلة، وما إلى ذلك ليتم دراستها. -هذا التطبيق هو ناتج مشروع بحثى بعنوان «قطر كملتقى طرق: طلاب يكتبون تاريخهم الشخصي ≫ UREP08-049-6-004وممول من برنامج خبرة الابحاث للطلبة الجامعيين والذى اضحى اداة تعليمية فعالة من حيث فهم عميق للتاريخ عن طريق كتابة الطلاب لتاريخهم الشخصي مستعينين بعدد من المصادر الاولية. ونهاية فقد عرضت في هذا البحث لنموذج تطبيقي بحيث يمكن استخدام فكرة كتابة التاريخ الشخصي مستندا على مصادر أولية في تطبيق منظم للتفكير الناقد في مقررات التاريخ. والهدف هو ان يستخدم القائمين على تدريس مادة التاريخ والمعلمين هذا النموذج لتدريب الطلاب علية والاستفادة منة. وعلية يكون عناصر تصميم النموذج هي: مصدر اولى بحيث يمكن استخراج المعلومات التي نحتاجها منة لكتابة التاريخ الشخصي و قائمة من الادلة المتاحة، للإجابة على قائمة من الاسئلة البحثية. وسنتأكد من تحقيق هذا التصميم التعليمي للغرض الذى صمم من أجلة عندما يستطيع الطالب ان يربط بين المصدر والادلة المتاحة ليستنتج الاجابة الصحيحة والتي تتطلب مجهود عقلي ليصل لاستنتاج هذه الاجابات. ان مثل هذا التطبيق التعليمي يدمج كل من التفكير الناقد والاتصال ومهارات التعليم التعاوني لإيصال المعلومات التاريخية عن طريق اشراك الطلاب في التساؤلات البحثية التاريخية من المصادر الاولية. وعلية تقترح الباحثة ان يعطى اساتذة المادة مساحة اوسع لتدريس المصادر من خلال كتابة الطلاب لتاريخهم الشخصي حيث يتيح هذا التطبيق الفرصة للطلاب بان يجمعوا معلومات من مصادرها الاولية ومن ثم التفكير في تفسيرها والتركيب والتحليل وهو اتجاه تعليمي جديد وفعال واستراتيجية تكمل الأشكال التقليدية في تدريس التاريخ مع الدروس والقراءات الأسبوعية والتي تنجح ولكن بشكل جزئي وعلية يقترح تبنى هذا التطبيق من قبل أساتذة التاريخ خلال تدريس مادة التاريخ.