1887

ملخص

حماية الاطفال والناشئة من اساءة استخدام الانترنيت وتقنيات الاتصال الحديثة لكل عصر وزمان أدواته وثقافته وسماته، التي لا غنى له عنها، ولعل وسائط تكنولوجيا الاتصال الحديثة كافة والإنترنت أهمها ـ باتت أهم أدوات عالمنا المعاصر، التي نستخدمها ونسخرها ونوظفها لتلبي احتياجاتنا، ومن خلالها نتمكن من أن نتواصل مع هذا العالم ونصبح جزءاً منه. وفق هذه القاعدة، علينا أن نعمل ونتعامل مع الواقع ونستوعبه ونتوافق معه، بمميزاته وعيوبه، دون أن ننحي أو نتجاهل أهم معطيات العصر وندفن رؤوسنا في الرمال إلى أن يلتهمنا الخطر. تبرز مخاطر تلك التأثيرات السلبية التي تكتنف تعامل الأطفال الصغار مع عالم “الإنترنت”، في ظل غياب الوعي المجتمعي لتأثيراته وتداعياته على سيكولوجية وشخصية الطفل، في ظل تراجع تأثير الأسرة بشكل عام وانحسار دورها في عملية التنشئة الاجتماعية أمام العوامل الأكثر تأثيراً، وأبرزها وأخطرها الفضائيات المفتوحة و“الإنترنت”. لا يمكن إغفال أو تجاهل التقدم والتطور الذي حدث في وسائل الإعلام الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي. حماية الطفل باعتبارها مسؤولية أسرية ومجتمعية، لم تعد قاصرة على مجرد توفير المأكل والملبس والمسكن، أو تقديم خدمات صحية ومادية له، أو مجرد منع الضرر والإيذاء الجسدي، بل هي عملية وقائية، وتحصين نفسي ومعنوي وأخلاقي وإنساني في المقام الأول، بعد أن أصبحت هناك شكوى عالمية تؤرق المجتمع الإنساني بأسره، ومن أخطر القضايا الشائكة التي تحتاج إلى استراتيجية وثقافة مجتمعية لإنجاحها رغم تأكيد دراسات عديدة في كثير من البلدان ـ حتى المتقدمة منها ـ أن الآباء والأمهات أنفسهم لا يزالون غير مدركين تماماً المخاطر التي يتعرض لها أطفالهم من عالم “الإنترنت”. ويمتلك جيل اليوم من الأطفال مهارات متقدمة في استخدام تلك الأجهزة بدرجة تفوق الأباء والأمهات، غير أن الدراسات الحديثة، سواء في الغرب أو في العالم العربي، تؤكد على خطورة تلك الوسائل على الأطفال الذين يتعرضون من خلالها إلى العنف إلى مخاطر الاستغلال الجنسي ومشاهدة المواد الإباحية عبر شبكة الانترنت.. إنها مدرسة جديدة؛ “مدرسة وسائل الإعلام الحديثة” يتعلمون فيها ـ من دون رقابة أو إرشاد ـ أشياء ثؤثر على تشكيل شخصياتهم وسلوكياتهم في المستقبل، فهل يمكن أن يكون للإعلام العربي دوراً في حماية الأطفال من تلك المخاطر التي تؤثر على شخصيته وتكوينه في مرحلة سوف تحدد أفكاره واتجاهاته وسلوكياته في المستقبل؟ في كل زمان ومكان، يسعى الأباء والأمهات إلى حماية أطفالهم بشتى الوسائل الممكنة من كل أشكال الضرر أو الإساءة؛ فيختارون لهم أفضل المدارس الممكنة، ويحرصون على تلبية طلباتهم المعقولة، وبمرور الوقت تتزايد معدلات الأطفال الذين تتوافر لديهم تليفونات محمولة خاصة، وربما تليفزيونات خاصة في غرف نومهم، لتفادي المشكلات التي تنشأ بين أفراد الأسرة من جراء إصرار عدد كبير من الأطفال على مشاهدة قنوات الأطفال المتخصصة التي يستمر إرسالها طوال اليوم، هذا بخلاف ألعاب الفيديو وأجهزة الكمبيوتر التي يجيد الأطفال استخدامها بمهارة عالية تفوق أباءهم، ويطمئن الآباء والأمهات إلى أن الأطفال بذلك يقضون أوقاتا ممتعة، ومن ثم ينشغلون بأعمالهم ومهامهم الأخرى، غير أن الأطفال يتعرضون إلى مخاطر عديدة نتيجة قضاء وقت طويل أمام تلك الوسائل التكنولوجية الحديثة بمفردهم. تنص المادة الثالثة من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بالتزام الدول الأطراف باتخاذ التدابير التشريعية والإدارية الملائمة لضمان حماية الطفل، وتنص المادة التاسعة عشر من الاتفاقية أيضا على التزام الدول بحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية وإساءة الاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية. ويوضح البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال واستغلال الأطفال في البغاء وفي المواد الاباحية، معنى استغلال الأطفال في المواد الإباحية بتصوير الطفل، بأي وسيلة كانت، يمارس ممارسة حقيقية أو بالمحاكاة أنشطة جنسية صريحة، أو أي تصوير لأعضائه الجنسية لإشباع الرغبة الجنسية. وفي مادته الثالثة يلزم البروتوكول الاختياري الدول الأعضاء أن يغطي قانونها الجنائي الجرائم ضد الطفل ومن أهمها، إنتاج وتوزيع ونشر واستيراد وتصوير وعرض وبيع وحيازة مواد إباحية تتعلق بالطفل. ولعل من ابرز الآثار السلبية لشبكة الإنترنت والتي تؤثر على أبنائنا الآتي

● إضاعة الكثير من الوقت في أشياء قد تكون غير مفيدة √

● قد يؤدي الجلوس طويلاً على الإنترنت إلى الإصابة بالعزلة عن الواقع الذي نعيش فيه √

● التورط في مشاكل سرقة البيانات والابتزاز التي تمارسها بعض العصابات على شبكة الإنترنت والتي تكون متخصصة بهذا الأمر √

● فساد أخلاق الكثير من الشباب، والذي يؤدي إلى فساد المجتمع الذي نعيش فيه √

الدخول في علاقات جنسية بين كثيرٍ من الشباب والتي تكون خارج إطار الزواج √

أن أطفال اليوم يقضون فترة تترواح ما بين 7 إلى 10 ساعات يومياً أمام وسائل الإعلام الحديثة بما في ذلك الانترنت؟ أي أنها فترة تتجاوز الوقت الذي يقضونه في المدرسة، وتتجاوز الوقت الذي يقضونه مع الوالدين أنفسهما، وكذلك تتجاوز فترة التفاعل وجهاً لوجه مع أقرانهم من الأطفال. في الماضي كانت هناك مشكلة في الحصول على المعلومة، ثم تحولت المشكلة إلى القدرة على متابعة المعلومة، أما الأن فنحن في مرحلة الحاجة إلى تجنب المعلومة، على أننا لا يمكن أن ننعزل عن الثقافة والحياة، وإنما نحتاج إلى الإمكانيات لإجراء فلترة للرسائل التي تهبط علينا؛ فالأطفال يدخلون مدرسة جديدة كل يوم من دون استئذان، من خلال وسائل الإعلام، وتقدم لنا الاحصائيات الدولية أرقام مخيفة، فعلى سبيل المثال يصل معدل الساعات التي يقضيها الأطفال دون السابعة أمام وسائل الإعلام إلى أربع ساعات يوميا، وفي المرحلة العمرية ما بين 8 - 18 عام يصل عدد الساعات إلى أكثر من 7 ساعات يوميا، وربما يصل إلى 10 ساعات يوميا بمتوسط يفوق 53 ساعة أسبوعيا، وهي مدة أكبر من التي يقضيها الطالب في المدرسة، ويطرح تساؤل مهم حول مدى توافر البرامج التي تم إعدادها خصيصاً لتحصين الأطفال ضد الرسائل الإعلامية السلبية التي يستقبلونها. الإعلام ليس كله شر، وإنما يحتوى على بعض المحاذير، وأن الإحصائيات الأمريكية تدل على أن 66% من الأطفال والشباب يملكون المحمول في الفئة العمرية ما بين 8 - 18 عام، و76% منهم يملكون الـ والـ IPAD .3MP، و71% منهم لديهم تليفزيون خاص في غرف نومهم، و50% لديهم ألعاب فيديو في غرف نومهم، وعند مقارنة تلك النسب بالنسبة للدول العربية، أن النسب ستكون أكبر في دول الخليج العربي على وجه التحديد. يسعى الباحث الى تشخيص الاثار السلبية لوسائل الاتصال الحديثة وتاثيراتها على الاطفال وكيفية حماية الاطفال من تلك الاضرار وتحديد ادوار المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والاسرة والمدرسة وجهات ضبط هذه الوسائط.

Loading

جارٍ تحميل قياسات المقالة...

/content/papers/10.5339/qfarc.2016.SSHAPP2652
٢٠١٦-٠٣-٢١
٢٠٢٤-١٢-٢٢
Loading full text...

Full text loading...

/content/papers/10.5339/qfarc.2016.SSHAPP2652
Loading
هذه الخانة مطلوبة
يُرجى إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح
Approval was a Success
Invalid data
An Error Occurred
Approval was partially successful, following selected items could not be processed due to error